ندرة الماء وسلوك المواطن

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منذ أربعين سنة وبلدنا المغرب يسجل نقص في منسوب التساقطات المطرية. لكن في الاربع سنوات الاخيرة كثر الحديث عن المخزون المائي ببلادنا ومدى تأثر الفرشة المائية نتيجة الاستهلاك اللاعقلاني لهذه المادة الحيوية.

ان النقص في التساقطات المطرية الملاحظ منذ عقود بالمغرب يشكل لوحده انذارا، إذا اضيف إليه النمو الديمغرافي ومعه معدل الاستهلاك يصبح الإنذار أقوى.  لكن حينما نلاحظ ان سلوكنا كمستهلكين لا يعير لما يقال ويسمع في جميع الاوساط اي اهتمام ونتمادى في التبذير والهدر لهذه الثروة الربانية يكاد يجعل الخطر أكبر.

بعيدا عن المزايدات الحزبية التي تريد الركوب على ترشيد الاستهلاك وبدأت تلبس معطف الغيرة على هذا الوطن من أجل حصد التعاطف الشعبوي وجلب الأصوات, يجب علينا كمغاربة, نحب هذا البلد الذي ننعم فيه بالاستقرار والامن تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس, ان نغير من سلوكنا حين الشروع في استهلاك هذه المادة التي نسأل الله أن ينعم علينا بها ولا يجعلنا من القانطين.

لذلك من جهة على المسؤولين كل في دائرة تخصصه ومسؤوليته الحصول على تكوين في مادة الترشيد. التي تمكن من استغلال جميع الموارد المستعملة استعمالات عقلانيا بمبدأ ما هي المنفعة المحصل عليها, وهل من الضروري, وإذا كان كذلك ما هي النسبة او الكمية المطلوبة. لان هذا الامر لا ينتظر مناقشة حزبية او حكومية, نعرف مسبقا اهتمامات الاغلبية منها, بل على كل شخص فردا كان ام جعل الله تحت امرته مجموعة صغيرة او كبيرة من المستهلكين أن يعلم أنه لا مجال لمواصلة التبذير وعدم الترشيد, فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

ومن جهة أخرى اننا كمسلمين أمرنا الله تعالى بعدم الإسراف والتبذير. ونهينا عن تبذير الماء في الوضوء والغسل فما بالك الاستعمالات الأخرى. ففي الوقت الذي نفتح فيه الحنفية نتذكر هل كل ما نستهلكه مطلوب؟ الجواب قطعا لا بل هو اقل بكثير.

وفي الختام الماء هو هبة من الله ودورها كبير ومحوري إذ لا حياة بدونه. ولايعرف مدى تلك الاهمية إلا من افتقده وسعى لجلبه. ولنتذكر حين ينقطع التزويد لبضع ساعات كيف يكون الاحساس..

ومع كل هذا فالماء نعمة نتضرع إلى الله بانزالها من السماء بانتظام وا لا يجعلنا من القانطين فهو القائل في محكم كتابه انه ينزل الغيث “وارسلنا الرياح لواقح فانزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه وما انتم له بخازنين”

وقال الله تعالى: “فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا … “

وقال جل جلاله: “ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض…”

صدق الله العظيم فاللهم إننا نستغفرك ونرجو رحمتك فكن بنا رحيما.

بقلم حسن متشوق

‫0 تعليق

اترك تعليقاً